"بيان موسكو"

"بيان موسكو" الذي امتنع عن الصدور!

  • "بيان موسكو" الذي امتنع عن الصدور!

اخرى قبل 5 سنة

"بيان موسكو" الذي امتنع عن الصدور!

بكر أبوبكر

 

حتى البيان الضعيف الذي كان من المفترض أن يمثل ختام أعمال الفصائل في موسكو لم يكن له حظ القبول أو التوافق من القوى العظمى الممثلة لفلسطين طوعا او قسرا، والتي على مدار أكثر من 12 عاما اتفقت على قاعدة الشذوذ الوطني، وهي قاعدة: اتفقنا على أن لا نتفق! ونحن بذلك نكرس قاعدة احترام الاختلاف! وما هو كذلك، شاهت الوجوه.

 لم نتفق حتى في قصاصة ورق كنا نعلم أنه سيتم تجاوزها بمجرد نشرها! كأن لدينا فسحة من الوقت مفتوحة! وكأن الزمان ينتظرنا ليتحرك؟ حيث نتنياهو يخترق أرض فلسطين جوا وبحرا وبرا، ويقطع أوصالنا في غزة وفي فلسطين من حيفا الى القدس فالناصرة فالخليل وطبريا ورفح لا يفرق بعنصريته وارهابه وبحملته المضادة بين الأرض الفلسطينية والشعب العربي الفلسطيني، ونحن بعد 12 عاما نعتذر للمضيف أي روسيا عن عدم تمكننا من الاتفاق!؟ وكان الاولى أن نعتذر لشعبنا العربي الفلسطيني عن عجزنا وفشلنا، ونتنحى جانبا.

كأنه لدينا فسحة من الزمن، والزمن أغبر حيث الاحتلال الاسرائيلي يمد أذرعته الأخطبوطية فيقضم قلب الامة العربية والاسلامية وعقلها بعد أن قلّم اظافرها كلها الا ما كان من امر عدد من الدول ومجمل الشعوب!

فسحة الأعوام ال12 انتهت على وقع الالتفاف عظيم الشأن لنتنياهو على فكرة الدولة الفلسطينية التي أعلن سقوطها المروع، وانتهت بالالتفاف على الرواية الفلسطينية من خلال تقليم الأظافر من جهة، ومن خلال اختراق قلب افريقيا التي كانت حضن أبوعمار الدافيء.

لربما من المهم ألا نتفق! فنحن في صلب البيان كنا نناور ونتمنى ونخادع ولربما نكذب، نعم فهم نحن -أيّ كان- كنا نتخادع ونتكاذب ونحث بعضنا على ابتلاع الأكاذيب!

فهل هو حقيقي أننا حسب البند الثاني من بيان موسكو -الذي لم يصدر- هل نحن حسب النص: "نرفض تماماً الادعاءات الباطلة باستحالة التغلب على حالة الانقسام، ونؤكد على وحدتنا الوطنية الفلسطينية."

أقول لحسن الحظ أن البيان لم يصدر! وإلا لكان مثل هذا البند مخالفا تماما لواقع الحال في الميدان وفي الفكر وفي الثقافة القمعية او الاستبدادية والاقصائية التي تتملك عقل صف طويل من القيادات المقطبة الجبين او المقهقهة في الداخل والخارج.

"نرفض الادعاءات الباطلة"؟-حسب البيان الذي لم يصدر، أهي ادعاءات باطلة يا اخ أبومرزوق؟ وأنت من أيام فقط أقمت الدنيا ولم تقعدها شتما وطعنا بمن يجلس أمامك على الطاولة؟! وما كان من أمر أشد من جوقة الشتامين المخونين المكفرين التي لا تمل إظهار الوجه الأسود ل"حماس"!

"ادعاءات باطلة" يا أخ عزام وأنت وغيرك في حركتنا الديمقراطية المدنية التشاركية المنفتحة قد تساوقنا مع تيار فكر التطرف في "الاخوان المسلمين" و"حماس" بالاقصائية وعقلية المعسكرين التي يتميزون بها فصرنا نتحدث بلهجتهم؟

لن يتم التلاقي أبدا مادام الفكر والمنهج السائد هو فكروثقافة ومنهج الرفض أو الاقصاء للآخر، أو هو فكر التنزيه للذات وتقديس الحزب واتهام الآخر في وطنيته او دينه او سياسته او شخصه .

 هل نحن حسب البيان -الذي لم يصدر لحسن الحظ- وحسب البند3 مصرون على: " إنهاء الانقسام واستمرار الجهود لتحقيق ذلك من خلال الحوار على قاعدة الحل الديمقراطي للتباينات في وجهات النظر"؟ ولا ادري كيف هذا الحوار"الديمقراطي"؟ وفعليا يتم قصف عمر الديمقراطية وتقزيم فهمها بسهولة هكذا وافتراض أنها لا قانون لها، وأنها تمثل أداة لمرة واحدة، وتمثل حبرا على ورق وعلاقات عامة فلا تمثل ثقافة راسخة أبدا!؟

نعم " لم نتمكن من تقدير الصداقة". كما قال عزام الاحمد، ولا أجد هنا أفضل من عنوان الوكالة الروسية RT الذي كان بالخط العريض يقول: "الفصائل الفلسطينية تعجز عن تنسيق بيان ختامي لاجتماع موسكو"، حيث بالحقيقة لا "ادعاءات باطلة"، وحيث لم يكن "حوار على قاعدة الحل الديمقراطي للتباينات"!

 

 

بكر أبوبكر

التعليقات على خبر: "بيان موسكو" الذي امتنع عن الصدور!

حمل التطبيق الأن